Rawafid center

العدد الأول - ربيع 2024

  • العدد : 1
  • عدد الصفحات : 324
  • تاريخ الإصدار : مايو 2024

نبذة عن العدد

الإفتتاحية، بقلم: أ. د. عزيز أبو شرع؛ رئيس التحرير.

يتضمن هذا السفر الذي بين أيدينا أقوالا وتعابير، حتى لو كانت بلغة عالِمة، فهي تتكلم لساناً واحداً، على اختلاف الألسن والعبارات، لغة التراث العربي العازف على أوتار التاريخ التليد، والحاكي عن أمجاد ماض مجيد، وليس الشأن هنا الانجرار إلى لغة الاجترار، بقدر ما نصبوا إلى إغراء الأفئدة والعقول المؤمنة بهذا التراث وذلك التاريخ؛ بأن الخطب جَلَلٌ، وأن الأمر جِدٌّ، يُسائِل ويُراجِع ويُطاوِع إلى الالتفات حقا وبحق إلى ذلك الأمر والتهمم به حق قدره. قد يعني هذا القول من بين ما يعني أن العناية ليست مجرد الانتساب أو مجرد الاشتغال، وإنما الإشارة إلى أن العمل الرصين والاشتغال الجاد، قد نفتقده في كثير من الأعمال الصادرة عن التراث أو باسم التراث؛ سواء تحت اسم التراث العربي أو الإسلامي لا نرى في ذلك اختلافا ولا مشاحة ولا جدال.

ليس يغيب عنا، ونحن نقلب صفحات تاريخنا وتراثنا، سؤال الحداثة والتقليد الذي شغل بال الباحثين؛ التراثيين منهم والمحدثين، ولكننا نرى أن الأساس الأول واللبنة الأولى تتجلى في إخراج تلكم المعارف إخراجا علميا موضوعيا، وإظهار ما هو تعبير عن عبقرية السلف والعقول المتعاقبة على التفكير في أمور المسلمين عبر تاريخهم، وباختلاف التاريخ والجغرافيا؛ سواء كان نظرا صرفا أو نظرا في النص أو بإزَّائه، عبقرية تعني تأثيرا وتأثرا ويتجلى فيها الجانب الإنساني الأخاذ لدى مفكري الإسلام من المحدثين إلى المفسرين إلى النحويين إلى الأطباء والفلاسفة، ليس يعنيا أمر التحيز إلى علم أو فئة أو صناعة. غير أن الأمر المؤكد في هذا الإصدار، أن القصد الأول العناية بتراث الجهة الغربية من العالم الإسلامي الواسع؛ وهي جهة الغرب الإسلامي، التي لا نريد توصيفها بأكثر من ذلك؛ فتتسع الرقعة أو تضيق بحسب الاعتبارات وبحسب الأبحاث والدراسات. يريد مركز روافد، من خلال نشرة تراثية أصيلة، فتح طريق سالك، أو على الأصح تعزيزها، لاستقبال دراسات وأبحاث وتحقيقات تخص ما أنتجه علماء ومفكرو المغرب والأندلس عبر تاريخهم، وكذا تقويم الدراسات والأبحاث والنشرات المختصة التي أصدرها باحثون من المشرق أو المغرب أو الغرب أيضا، وما يشمل دراسات المستعربين أيا كان اتجهاهم من الدراسين لتراث هذا الصقع الإسلامي العريق. نسعد ونتشرف أن يكون كُتَّاب العدد الأول من مجلة روافد التراث، من خيرة المشتغلين بتراثنا اللغوي والفقهي والفلسفي، وكذا من العلماء المبرزين في مناهج الاشتغال على ذلك التراث، ونرجوا أن يستمر النهج وتتعزز الرؤية و يكتمل التصور بما يأتي من الأعداد والأسماء والأعلام.

ومن الله المدد.

أعداد أخرى

شارك الموقع عبر وسائل التواصل