
إذا كان من الطبيعي أن نعود اليوم إلى التجربة الفلسفية التراثية لنعيد قراءتها واستصحابها في مقاربتنا لإشكالاتنا الفكرية المعاصرة؛ فإنه ربما من غير الطبيعي أن يغلب أحيانا كثيرة على هذه القراءات منطق الثنائيات الحادة التي تصنف أعلام الفكر الفلسفي والكلامي إلى عقلانيين ولا عقلانيين، تقدميين ورجعيين، تنويريين وظلاميين، فلاسفة برهانيين يحتكرون اليقين ومتكلمين جدليين مشاغبين.