كتاب "تراثنا في مسار التحديات" لمؤلفه الأستاذ الدكتور عباس أحمد ارحيلة جمع فيه ما واجهه التراث الإسلامي من تحديات، وعرفه من قراءات وتأويلات، رابطا كل ذلك بالوضع الثقافي للأمة الإسلامية في العصر الحديث. وقد رتب المؤلف الكتاب في مقدمة ذكر فيها سبب التأليف، وستة فصول: نبه في الأول منها إلى محاولة تشويه التراث الإسلامي بجعله وريثا للثقافة اليونانية؛ بإخضاعه لمقولة التأثر والتأثير، واعتِبار الثقافة اليونانية موجهة لمسار الحضارة الإسلامية العربية في أبعاده الفكرية. وتعرض في الفصل الثاني إلى ما واجهه التراث الإسلامي العربي من تحديات في معترك مراحله التاريخية، قصد إطفاء إشعاعه، وتشويه غاياته ومقاصده، والحد من تأثيره وانتشاره. وفي الفصل الثالث تحدث عن ارتهان أهل التراث إلى حضارة الغرب، في العصور الحديثة؛ بسبب التبعية لحداثته؛ مما جعل أنوار الإصلاح في العالم الإسلامي تتبدّد في ظلام العولمة. وفي الفصل الرابع تناول مفهوم قراءة التراث في سياق ما ندّعِيه من أهمية للبحث العلميّ، وما اعترى ذلك المفهوم من اجتهادات وتخرُّصات وانحرافات. وفي الفصل الخامس قدم فيه أُنموذجا لما اُعتبِر قراءة للنص القرآني، في سبعينيات القرن العشرين، من خلال دعوة محمّد أركون، مع الإشارة إلى الظروف التي أصبح يُقرأ فيه القرآن الكريم. وفي الفصل السادس والأخير عرض نموذجا رائدا كان قد قدمه الدكتور طه عبد الرحمن من خلال كتابه: "تجديد المنهج في تقويم التراث". وفي خاتمة الكتاب تساءل المؤلف إلى متى يبقى أبناء يَعرُب في قبضة الغرب وحداثته؟.