يتناول الدكتور عبد الحكيم الأنيس في كتابه: "التوثيق العلمي: أهميته وطرقه" موضوعا ظل ولا يزال سمة من سمات هذه الأمة، ألا وهو التوثيق العلمي بما يعنيه من "عزو النقول وذكر المصادر ورد الأقوال إلى قائليها والآراء إلى مورديها" انطلاقا من قوله تعالى: "إن الله يأمركم أن تودوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" النساء: 75. وقد تناول الدكتور عبد الحكيم الأنيس هذا الموضوع في أربعة عناوين على النحو التالي: أولا: مبادئ التوثق والتوثيق: حيث ميز فيه بين المصطلحين وبين مكانة التوثيق العلمي الذي أسست له آيات قرآنية وأحاديث نبوية عديدة، منها على سبيل المثال قوله تعالى: "قل هاتوا برهانكم". ثانيا: نصوص العلماء في ضرورة عزو النقول والاعتراف بالفضل: وقد أورد الدكتور الأنيس في هذا الباب مجموعة من النقول عن العلماء عبر مراحل تاريخية مختلفة تحث على نسبة الأقوال لأهلها، "إذ السكوت عن ذلك من الكذب في العلم وكفره كما نقل عن ابن جماعة". ثالثا: تاريخ التوثيق: عرض الدكتور تحت هذا العنوان صفحات من تاريخ التوثيق الذي أسس له الصحابة رضوان الله عليهم في جمع القرآن الكريم من خلال منهج المقابلة، ليورد بعد ذلك مناهج العلماء في اعتماد النسخ الصحيحة والتحذير من السقيمة، وقد تطورت هذه المناهج ونضجت مع مرور الزمن. رابعا: جوانب في التوثيق: تحدث المؤلف فيه عن مجال التوثيق الذي يشمل التأليف والتحقيق، وتناول كذلك طريقة العزو ثم توثيق نسبة الكتاب.